عندما دخل الفتى السعودي أحمد السجن على خلفية جريمة قتل وهو في الثالثة عشرة من عمره، كان الجميع ينظر له باستغراب، فهو في سن صغيرة وجريمته كبيرة.
ورغم أجواء الحبس التي غالبا ما تتسبب في إحباط صاحبها وتمكن اليأس منه؛ إلا أنه رأى فيها حافزا لأمل ينتظره، ودافعا لبناء حياة جديدة يكون فيها مهندسا، وخاصة بعد أن حصل مؤخرا على الثانوية العامة بامتياز.
ويروي أحمد لصحيفة "الوطن" السعودية قصة الجريمة التي ارتكبها قبل 4 أعوام، لكنها قادته إلى النجاح قائلا: "لم تذق عيناي طعم النوم لمدة أربعة أيام عقب ارتكاب الجريمة، وبعد أن طلبتني شرطة الدمام بوصفي آخر شاهد عيان كان مع الطفلة التي توفيت، لم أتمالك نفسي، ودخلت في موجة بكاء شديدة صارخا في حالة من الهستيريا "أنا من قتلت ولاء.. أنا من قتلت ولاء"، وبعدها تم تحويلي إلى دار الملاحظة (السجن) بالدمام".
الصلاة والقرآن
يتابع أحمد حديثه قائلا: "مكثت أشهرا في الحجز الانفرادي أبكي من الخوف والوحدة، ولم يكن لي صديق وأنيس غير الصلاة والقرآن الكريم، حتى هدأت نفسي وسلمت أمري إلى الله، وبعدها خرجت من الحجز الانفرادي بعد أن تبين للجميع أنني شخص مسالم، وتابعت الحياة، وأكملت دروسي ونجحت في اختبارات العام وانتقلت للصف الثالث المتوسط ونجحت بصعوبة بالغة، والآن أنا متخرج من المرحلة الثانوية بتقدير ممتاز".
ويسترسل أحمد قائلا: "عاد إليّ الهدوء والثبات بعد عدة أشهر من دخولي دار الملاحظة، وتوجهت إلى المحكمة لأسمع النطق بالحكم، وتم توقيع عقوبة القصاص علي، وكنت أنوي الاعتراض على الحكم، لكنني أسلمت أمري لله طمعا في عفو أسرة "ولاء" التي قتلتها".
ويتابع قائلا: "إذا كتب الله لي العفو من أهل الدم فإن أول عمل سأقوم به هو الذهاب إلى البقاع الطاهرة، إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأؤدي فريضة الحج، وأعتمر، وبعدها لدي النية في السفر إلى مصر لأدرس فيها الهندسة الكيميائية، وأقضي بقية حياتي هناك".