أتيتك نهرا حزين الضفاف

أتيتك نهرا حزين الضفاف

أتيتك نهرا حزين الضفاف فلا ماء عندي ولا سنبلة
فلا تسألي الروض كيف انتهيت ولا تسأالي النهر من أهمله
أنا زهرة من ربيع قديم
أحب الجمال وكم ظلله
حقائب عمري بقايا سراب
وأطلال حلمي بها مهملة
وجوه علي العين مرت سريعا
فمن خان قلبي ومن دلله
ولا تسألي الشعر من كان قبلي
ومن في رحاب الهوي رتله
أنا عابد في رحاب الجمال
رأي في عيونك ما أذهله
يقولون في القتل ذنب كبير
وقتل المحبين من حلله
أناديك كالضوء خلف الغيوم
واسأل قلبك من بدله
وأصبحت كالنهر طيفا عجوزا
زمان من الدهر قد اثقله
فهذا الحريق الذي في يديك
أثار شجوني فمن أشعله
وهذا الشموخ الذي كان يوما
يضيء سماءك من أسدله
أعيدي الربيع لهذي الضفاف
وقومي من اليأس ما أطوله
فخير الخلائق شعب عنيد
اذا ما ابتدا حلمه …أكمله
حزين غنائي فهل تسمعين
بكاء الطيور علي المقصلة
أنا صرخة من زمان عريق
غدت في عيون الوري مهزلة
أنا طائر من بقايا النسور
سلام الحمائم قد كبله
أنا جذوة من بقايا حرق
وبستان ورد به قنبلة
فلا تسألي الفجر عن قاتليه
وعن سارقيه ومن أجله
ولا تسألي النهر عن عاشقيه
وعن بائعيه ومن أمله
تعالي أحبــــــك
ماعاد عندي سوي الحب والموت والاسئلة
فما كان مني وما كنت له
خيول تعرت فصارت نعاجا
فمن روج القبح ومن جمله
ومن علم الخيل أن النباح
وراء المرابين ما أجمله
هنا كنا بالأمس صوت الخيول
علي كل باغ له جلجلة
فكم أسقط الحق عرش الطغاة
وكم واجه الزيف كم زلزلة
فكيف انتهي المجد للباكيات
ومن أخرس الحق ….. من ضلله
ومن قال أن البكا كالصهيل
وعدو الفوارس كالهرولة
سلام علي نسر جسور
يري في سماء العلا منزله