لم يمنع العداء الإسرائيلي الفلسطيني أطباء فلسطينيين من أداء واجبهم المهني والأخلاقي تجاه سيدة إسرائيلية جاءها المخاض قرب مستشفى فلسطيني بمدينة رام الله في الضفة الغربية.
فقد قام الأطباء بإجراء عملية ولادة للسيدة نسرين؛ لتضع مولودها في مجمع فلسطين الطبي برام الله، بعد أن وصلت إلى المجمع وهي في حالة ألم ومخاض؛ ليصبح ذلك أول مولود يهودي يولد في مستشفى فلسطيني.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن نسرين؛ التي كانت ترتدي منديلا أسود على رأسها، قولها: "لقد وصلت إلى رام الله، وأردت أن أشتري الحاجيات لطفلي الجديد، لكن أثناء وجودي على دوار المنارة أصابتني آلام الولادة التي كانت شديدة جدًا".
نسرين التي بدت شاحبة الوجه ترتسم عليه ابتسامة تعلوها دهشة من حسن المعاملة، أضافت "في المستشفى أدخلوني إلى غرفة الولادة، وساعدوني في وصول ابني بسلام، والحمد لله هو بخير ويزن 2.300 كيلوغرام".
وأشادت بالمعاملة التي لاقتها في المستشفى، بقولها: "المعاملة كانت ممتازة والطاقم الطبي ساندني في كل المراحل واهتم جيدًا بي"، موضحة أنها -وفقا للتقديرات- ستغادر المستشفى اليوم الخميس لتهتم بمولودها في المنزل.
وفي الإطار ذاته أعربت نسرين عن أمنيتها أن يحصل مولودها الجديد على الجنسية الفلسطينية.
إصرار على البقاء
من جانبه قال وزير الصحة الفلسطيني فتحي أبو مغلي: إن السيدة اليهودية كانت موجودة في مدينة رام الله لسبب غير معروف، ووصلت إلى المجمع فقام الأطباء بإجراء الكشف الطبي جراء آلام في بطنها.
وأشار إلى أنه بعد الكشف أخبرها الطاقم الطبي بأنها في حالة ولادة، وخيّروها ما بين البقاء في المستشفى أو نقلها بواسطة سيارة إسعاف حكومية إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الأم الإسرائيلية رفضت وأصرت على البقاء والولادة في المجمع الفلسطيني.
وأكد الوزير أن الجانب الفلسطيني اتصل بنظيره الإسرائيلي، وأبلغه بالأمر؛ فطلب الأخير نقل نسرين بعد ولادتها إلى الدولة العبرية، إلا أنها رفضت وأصرت على البقاء في رام الله.