"أنا في السيارة بمفردي فوق الكوبري وأمي اختفت".. بهذه الكلمات البسيطة استطاع طفل في الخامسة من عمره إنقاذ والدته من الانتحار بعدما ألقت بنفسها من أعلى جسر فوق نهر السين غرب بفرنسا إثر تعرضها لحالة من الإحباط الشديد.
لكن الابن الذي لا يستطيع الكلام بصعوبة استخدم هاتف والدته الجوال في الاتصال بشقيقتها بالضغط على زر إجراء المكالمات، حيث كانت آخر مكالمة أجرتها الأم مع أختها قبل التفكير في الانتحار، بحسب صحيفة "تيليجرام" الفرنسية.
وكان الطفل مع والدته عندما أوقفت السيارة وسط جسر ارتفاعه 30 مترا في بلدة لاروش برنار القريبة من مكان سكنهما بمحافظة موربيان، ثم غابت عن الأنظار.
آخر رقم
وعندها تناول الطفل الذي يتميز بنباهته هاتف والدته الذي كانت قد تركته في السيارة، وتمكن من الاتصال بخالته التي تقيم في منطقة بعيدة، بجنوب البلاد، وأخبرها بأنه وحيد في السيارة ولا يرى والدته.
وعلى الفور، سارعت الخالة بإخطار الشرطة التي توصلت إلى تحديد مكان وجود الطفل من خلال تحديد الموقع الذي صدرت منه المكالمة.
ولدى وصول فرق النجدة إلى الجسر وجدوا الطفل سالما من أي أذى داخل السيارة، كما عثر الغطاسون على الأم البائسة، البالغة من العمر 33 سنة، ونقلوها حية إلى المستشفى الجامعي في مدينة نانت، قرب الساحل الغربي للبلاد.
وحسب التحقيقات الأولية، فإن الوالدة حاولت وضع حد لحياتها، لأسباب ما زالت مجهولة. ومن الطريف أن الطفل، الذي لا يجيد القراءة، على الأرجح أدار آخر رقم اتصلت به والدته من هاتفها.