رأيت فيك عجباً يا زمن الساعة !!!
كلما ابتعدنا عن زمن النبوة . . كلما اجتاحت الشياطين الخلق لتوقعهم في أفعال لم يتخيل العقل مجرد وقوعهم فيها، أو حدوثها على أرض الواقع!! لينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق"!!
فعجباً لك أيها الزمان . .
فقد رأيت فيك من يسجد لله شكراً على أن مكَّنه الله من منصبٍ قياديٍ بالاحتيال والرشاوى والتزوير، ليكون في موقع يمكَّنه من ظلمِ العبادِ ونهبِ البلادِ!!!
ورأيت فيك من تحتل أعلى مراتب الفجور والفحش عهراً، وهي تفاخر بإفطار الصائمين وكسوة الفقراء والمحتاجين من حصيلة عهرها وكشف مفاتنها، ثم لا يلبث الناس أن يدعو لها بالحفظ والرعاية والبركة على سخاء إنفاقها مما كسبت أيديها من الفجر والعهر!!!
عجباً. . حين تعجز دموع الآباء والأمهات عن تصديع جدران غلظة قلوب الأبناء وقسوتها حين يلقون بهم في مصحات المسنين، غير آبهين بتلك السنين الطوال التي لم يدخر الأبوان فيها عطفاً أو حناناً على أبنائهم!!! فكان الجزاء هو ذلك النكران والجحود، فيتركونهم ودموع الحسرة تملأ أعينهم، وقلوبهم تجأر إلى رب الأرض والسماء قائلة :
"يا رب انظر لولدي ماذا يصنع بي بعدما بذلت له مهجة حياتي!! رب أمتني الساعة ولا تريني منه ما يسخط قلبي عليه فلا يرضى عنه أبداً؛ فيبوء بسخطك وعذابك في الدنيا والآخرة!!!
عجباً . . حين يصبح باذل المعروف دون مقابل عند السواد الأعظم من الناس أبله منكراً، ويصبح رأس الفساد وناشر المنكر بينهم واعياً معروفاً، تفسح له المجالس ويشار إليه بالبنان!!!
عجباً . . حين لا يجد من يفترض فيهم أنهم أهلاً للعلم والصلاح والدعوة شيئاً يتاجرون به سوى سمعتهم الطيبة وثقة الناس فيهم؛ لاستغلالها في النصب والاحتيال على العامة والبسطاء!
عجباً . . حين يشتكي الأبناء اعوجاج سلوكيات آبائهم، ويضطرون لتحمل مسؤولية أسرهم وهم لا يزالون في ربيع العمر؛ قياماً بما تخلى عنه آباؤهم من المسؤوليات؛ تلبيةً لنزواتهم وإشباعاً لغرائزهم وشهواتهم الحيوانية!!!