قال أحد المعلمين : كنت أحدث طلابي ذات يوم
وكنت اريد أن ازرع في قلوبهم ( رقابة الله تعالى)
فكان مما قلته وانا في ذروة الحماس ، ورفع الصوت
هل تتصور اخي الكريم ، انك حين تكون وحدك خاليا في غرفتك..
هل تتصور انك وحيد وقتها ؟؟
كلا كلا .. كلا والله ..
بل عليك ان تثق ان الغرفة مليئة بالملائكة ..... يراقبون ما تفعل
فهل تتصورون ماذا حدث؟
شيء ارعبني !! حتى انني سكت طويلا .. وقد سرت في جسدي رعدة ..
مجرد أن قلت تلك الكلمات ، فجاة قام طالب من مقعده بلا شعور..
وضرب جبهته بكفه وصاح : ياااا الله ..
ثم جلس وغطى وجهه بكفيه !
لأنه تصور المشهد
انه حين يكون وحيدا فإن هناك ملائكة كرام يتابعون حركاته
كذلك أنت !! استشعر صحبة الملائكة الكرام لك
وأنهم لا يفارقونك .. وأنهم ضيوف عندك ، وأنهم رقباء عليك ..
ولذا كان بعض السلف يقول :
انت الآن تُملي على الملكين وهما يكتبان ..
أنت تملي اليوم وغدا ستقرأ .... فانظر ماذا تملي ...
فعليك أن تملي ما تحب ان تقرأ غدا
مما يسرك ويبيض وجهك عند الله ..
يتفرع عن هذه النقطة نقطة أخرى
انك طالما كنت في طاعة وذكر لله سبحانه ..
سيكون الملائكة معك رفقاؤك وجلساؤك يفرحون بالجلوس اليك
ولكنك حين تغفل عن الله ، وتنجرف الى معصية ما ..
ينصرفون عنك .. لتحل محلهم الشياطين.. يضحكون عليك ..!!
فأنت إما مع هؤلاء وإما مع هؤلاء ..
والخلاصة التي اريد أن أقررها لك :
أنك لست وحدك..
لست وحدك بأي حال من الأحوال ..
فأين هي الوحدة التي تشتكي منها ؟!!