طالبة فلسطينية تحول زيت الطعام المستخدم إلى ديزل
رغم المعاناة التي تلف أطفال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وغياب المؤسسات التي ترعى وتحتضن إبداعاتهم، إلا أنهم يصرون على إبراز ابتكاراتهم وقدراتهم من بين أنياب القهر كلما تهيأت لهم الظروف للقيام بذلك.
الطالبة الفلسطينية حنين أبو بكر في الصف الحادي عشر، بمدرسة بنات رام الله الثانوية، والتي نجحت في تطبيق ما درسته وربطت بين العلم المنهجي والتطبيق واستطاعت تطبيق تجربة تحويل زيت الطعام المستخدم إلى وقود الديزل الحيوي للاستفادة منه في الصناعات وتشغيل السيارات والماكينات التي تعمل بوقود الديزل، وتتمنى حنين أن تتهيأ الظروف والإمكانات كي تواصل تجاربها.
وتقول الطالبة حنين بأنه رغم بزوغ فكرة التجربة لديها قبل عامين إلا أن الظروف لم تكن مهيأة لإجراء التجربة، خاصة مع رفض المدرسة لطلبها تطبيق التجربة في معمل المدرسة خشية حدوث تفاعلات كيميائية من شأنها أن تعرضها للأذى.
ســـر النجــــاح
وأشارت إلى أنها قرأت في إحدى الصحف المحلية عن تجارب تحويل الزيوت إلى وقود ديزل حيوي صديق للبيئة في الغرب فقامت بإجراء تجارب حول نفس الفكرة وحاولت إقناع المدرسة بضرورة تطبيقها.
وتضيف أنها عرضت فكرتها على مدرسة الكيمياء التي شجّعتها على البدء والاستعداد لتنفيذ تجربتها مشيرة إلى أن الجيران تجندوا إلى مساعدتها في جمع فائض ما عندهم من زيت الطعام المستخدم لإنجاح التجربة.
وأوضحت الطالبة أنها استطاعت تحضير زيت "الديزل الحيوي" بعد مزج كميات معينة من كحول الميثانتول وهيدروكسيد البوتاسيوم وزيت القلي المستخدم عند درجة 55 مئوية وقد نجحت التجربة ونتج عنها وقود الديزل الحيوي والجلسرين وهو ما يتوافق تماما مع التجارب العالمية في هذا الصدد.
وذكرت حنين أن أحد الكيميائيين في مؤسسة المقاييس والموصفات الفلسطينية قال لها إن المادة الناتجة عن التجربة ربما تحتوى على مادة "النفثا" وهي مادة ضرورية تستخرج من باطن الأرض حيث تتواجد في قعر حقول الغاز، وتستخدم هذه المادة للتقليل من انبعاث الدخان الأسود الذي يخرج من السيارة أثناء تشغيلها.
وتؤكد حنين أن الديزل الحيوي سيحل العديد من المشكلات كالمحافظة على البيئية من التلوث وضمان مورد طبيعي يمكن الاعتماد عليه حال نضوب البترول المهدد بالنفاد.
نجــــاح المنهـــاج
من جانبها أكدت نادرة أبو قويدر مدرسة الكيمياء والمشرفة على التجربة أن طموح الطالبة ساعدها بدرجة كبيرة على إنجاح التجربة رغم فشلها أكثر من مرة، موضحةً أن معالجة الأخطاء في المحاولات السابقة مهدت السبيل لإنجاح التجربة الأخيرة التي تكللت بالنجاح.
وأوضحت أبو قويدر أن الطالبة قامت بإثراء المنهاج الدراسي عن طريق جمع المعلومات من الكتب العلمية وشبكة الإنترنت تعينها في إجراء التجربة، وهذا ما يؤكد نجاح المنهاج الفلسطيني الجديد الذي يسعى في أهدافه إلى البحث والتقصّي والربط بين التجاربة والتطبيق العملي.
وأعربت عن أملها أن تلاقي حنين وغيرها من الطلاب الفلسطينيين التشجيع، وأن تتهيأ الظروف لهم، ويجدون من يحتضن أفكارهم وينمي قدراتهم.
من جانبها قالت والدة الطالبة ليلى أبو بكر إن حنين تمتلك دافع الفضول والذكاء منذ أن كان عمرها 7 أشهرحيث أثبتت جدارتها في إعادة تركيب لعبة تقيس معدل الذكاء.
وأضافت أن مواظبة ابنتها على دراسة منهجها وقراءتها للصحف والمجلات وتصفح مواقع الإنترنت نمى لديها أفق المعرفة وأهلها لحيازة درجات عالية في نهاية الأعوام الدراسية.
وأوضحت أن سر نجاح حنين يعود إلى إصرارها على تأكيد دور الفتاة الفعال كما الشاب في بناء المجتمع لافتة أن الله رزقها بأربع بنات دون صبى الأمر الذي جعل عند ابنتها مسألة تحدي كل من يطالب أسرتها بإنجاب الصبي ليرفع اسم العائلة.
ــــــــــــــ
الجزيرة نت (أحمد فياض-غزة )