القلب والعقل فى محكمة الزمان
فى يوم من الايام
وقف القلب والعقل أمام محكمة الزمان
لينظر الزمان فى تنازعهما على الانسان
القلب والعقل دائما كانا ضدان
فالعقل يقول: أنا أولى بهذا الانسان
أنا من يدبر أموره أنا من يصونه
أنا أسعى دائما لتيسير شئونه
فهو من حقى ولن أتنازل عن وجوده
فنظر له القلب باستكانة
يريد أن يخرج أهه تهز أرجاءه
فيقول القلب : أنا أحق به منك
أنا من جعلته يذوب من العشق
أنا من أسقيته من عذب الحياة
رأى معى الدنيا تزينت بأبهى الزينات
أنا من جعلته يسهر يغازل القمر
يناجى طيف الحبيب يعيش من جديد
لكنك يا عقل كنت تقتل فرحه
تزيد مع الايام همه تجعله حزينا
جعلت الحب فى نظره كائنا مهينا
أنا من توج رأسه بتاج العاشقين
أنا من أسعدته دائما بلقاء المحبين
العقل تريد ان تستميل الانسان
ألست أنت من جعله يعانى من الحرمان
ألم تجعل أهاته تدوى فى كل مكان
أم نسيت أنى كنت معك رفيق للانسان
تأملت أحزانه ساعدته على النسيان
يقول القلب : لكنى رافقته الى جزيرة المشاعر
حررته من قيودك وحكمك الجائر
فلا تدعى البراءة لأنك بكل بساطة
كنت للأحزان فى دربه شريك
تبعده عن السعادة ألف ميل بحجة انك صديق
هنا دق الزمان على مقرعة المحكمة
يريد أن يجعل الحكم بينهما بالبينة
فقال : العقل لا نستطيع نكران جهوده
فهو للانسان دائما نبراس طريقه
على هديه يكمل فى الحياة مصيره
لا يمكن للانسان ان يستغنى عن رفيقه
والقلب هو من يخرجه من أزماته
يسعى به دائما الى دنيا الاحلام
يسعده بالحب تارة ويحزنه تارات
ولكنه فى كل الاوقات رفيق النبضات
يشعره بلذة الغرام بلهفة اللقاء
يشتاق يهجر يحب يكره يلون له اللحظات
يبعد الملل عن طريقه يزهر له الاوقات
فالقلب وجوده فى حياته اصبح عنوانه
اذهبا أنتما الاثنان مع الانسان
لا يمكن أن تفارقا دربه مهما كان
وليكن بينكما مقسوما على مر الزمان
بقلم
جاسمين
1 /6 /2008