قال الجاحظ : مررت بمعلم و قد كتب لغلام : فقلت له : ويلك فقد أدخلت سورة في سورة .
قال : نعم .. إذا كان أبوه يدخل شهرا في شهر ، فأنا أدخل سورة في سورة ، فلا آخذ شيئا ، و لا ابنه يتعلم شيئا .
وقف حسود و بخيل بين يدي أحد الملوك ، فقال لهما : اقترحا علي ، فإني سأعطي الثاني ضعف ما يطلبه الأول . فصار أحدهما يقول للآخر : أنت أولا ، فتشاجرا طويلا ، و كان كل منهما يخشى أن يقترح أولا ، لئلا يصيب الآخر ضعف ما يصيبه . فقال الملك : إن لم تفعلا ما أمرتكما به ، قطعت رأسيكما ، فقال الحسود : يا مولاي اقلع إحدى عيني !
قال أحدهم مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه ، فقلت لرجل يجيد ضربه : ما حال هذا ؟
قال : و الله ما ادري حاله ، و لكني رأيتهم يضربونه ، فضربته معهم طلبا للثواب .
أتى سائل باب رجل من الأغنياء ، فسأل شيئا لله . فسمعه الرجل فقال لعبده : يا مبارك قل لعنبر يقول لجوهر ، و جوهر يقول لياقوت ، و ياقوت يقول لألماس ، و ألماس يقول لفيروز ، و فيروز يقول لمرجان ، و مرجان يقول لهذا السائل : يفتح الله عليه .
فسمعه السائل ، فرفع يديه إلي السماء و قال : يا رب قل لجبرائيل يقول لميكائيل ، و ميكائيل يقول لدردائيل ، و دئدائيل يقول لكيكائيل ، و كيكائيل يقول لأسرا فيل ، و إسرافيل يقول لعزرائيل أن يزور هذا الشهم .
خرج أبو حازم القاضي من داره إلي المسجد يريد الصلاة ، و إذا بسكران يمشي في الشارع ، فقال الناس : سكران سكران . فوقف القاضي و قال : هاتوه ، فأدنوه منه . فقال له القاضي : من ربك ( يريد امتحانه ) . فقال السكران : ليس هذا من سؤال القضاة أصلحك الله ، إنه من سؤال منكر و نكير . فغلب على القاضي الضحك و قال : خلوا سبيله .
إدعى رجل النبوة في زمن المهدي : فلما أدخل عليه سأله : أنت نبي ؟
فقال : نعم .
قال : إلى من بعثت ؟
قال : أو تركتموني أبعث إلى أحد ؟ بعثت بالغداة و حبست بالعشي
قعد جماعة من الطفيليين على عصيدة ، فأخذ بعضهم لقمة فألقاها في السمن و قال : فكب كبوا فيها هم و الغاوون ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا و هي تفور ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : أخرقتها لتغرق أهلها ، لقد جئت شيئا أمرا ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : إنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : فيها عينان تجريان ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : فالتقى الماء على أمر قد قدر ، و جر السمن إليه ، و قال الآخر : فسقناه إلى بلد ميت ، و جر السمن إليه ، فقال الآخر : و قيل يا أرض ابلعي ماءك و يا سماء اقلعي و خلط السمن كله في العصيدة .
كان لأحدهم غلام كسول ، أرسله يوما ليشتري له عنبا و تينا ، فأبطأ عليه حتى عيل صبره ، ثم جاء بأحدهما ، فضربه و قال له : ينبغي إذا استقضيتك حاجة أن تقضي حاجتين .
و مرض يوما ، فأمر الغلام أن يأتيه بالطبيب ، فغاب ، ثم جاء بالطبيب و معه رجل آخر ، فسأله عنه، فأجابه : جئتك بالطبيب ،فإن شافاك الله .. و إلا فهذا حفار القبور ، و هذه حاجة بحاجتين
سأل رجل عمر بن قيس عن الحصاة ، من حصى المسجد يجدها الإنسان في ثوبه أو خفه أو جبهته .
فقال : ارم بها .
فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلي المسجد .
قال : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .
قال الرجل : أو لها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذا ؟
_________________