بعد أن طاف بالبيت الحرام وشرب من ماء زمزم المبارك، استعاد المواطن الصومالي علي بن عبد الرحمن شريف -42 عاما- حاستي السمع والنطق اللتين فقدهما قبل عشرين عاما في انفجار وقع ببلاده.
ويروي شريف قصة مرضه وشفائه بقوله: قبل عشرين عاما وحينما كان يعمل موظفا بإدارة المحاسبة، ونتيجة للأوضاع المضطربة الذي يعيشها الصومال، أصيب بقذيفة أفقدته السمع والنطق، وأصبح غير قادر على الكلام وسماع أصوات الآخرين، واضطر للانتقال مع أسرته إلى بريطانيا للعيش بها وطلبا للعلاج.
وفي بريطانيا تم عرضه على عدد كبير من الأطباء المتخصصين؛ الذين قاموا بالكشف عليه وفشلوا في إيجاد العلاج المناسب له، وأصبحت لغة الإشارة هي الوسيلة الوحيدة لتعامله مع الآخرين.
وأمام أوضاع الصومال المتردية قرر العيش في بريطانيا مع زوجته، ورزق هناك بأربعة أبناء (ولدين وبنتين)، وقد تعاطفت الجهات المعنية في الدولة الأوروبية معه وزودته ببطاقة تشير إلى أنه أصم وأبكم.
صوت الأذان
وعن شفائه، أشار شريف الذي يؤدي مناسك الحج حاليا بالسعودية إلى أنه بعد فراغه من الطواف والسعي حل إحرامه، واتجه إلى دورات المياه بالساحات الجنوبية، وبعد خروجه منها سمع صوت مؤذن المسجد الحرام يرفع أذان الفجر؛ فسارع إلى إخبار من معه من المرافقين في بعثة الحج، الذين بدت عليهم جميعا علامات التعجب والدهشة، بحسب صحيفة "الوطن" السعودية.
من جهته، أكد مدير البعثة الحاج عبد الصمد محمد أنه فوجئ بالحاج شريف يتكلم، بعد أن كان أبكم أصم، مشيرا إلى أن "شريف" طيلة الرحلة من بريطانيا إلى مدينة جدة كان يكتب ما يريد ويقوم هو بنقل ذلك للمضيفات.
وبين أنهم لم يصدقوا استعادته النطق والسمع، حتى طلبوا منه أن يتحدث إليهم أكثر من مرة، ثم تم اصطحابه إلى المستشفى، وتم الكشف عليه من قبل الأطباء ووجدوا أنه سليم النطق والسمع.
كفيف يبصر
وفي تعليقه على حالة شريف قال استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فيصل بمكة الدكتور محمد غزالي: إن السمع والنطق من الممكن أن يستعيده الإنسان خلال ستة أشهر، إلا أن هناك حالات نادرة استعاد فيها أصحابها حاستي النطق والسمع بقدرة الله سبحانه وتعالى، وهي من الحالات النادرة جدا.
كما استذكر حالة وقف عليها هو شخصيا تخص مريضا بالبصر، لم يكن يرى إلا باستخدام النظارة، لكنه بعد الحج وشرب ماء زمزم، عاد إليه بصره، ولم يعد بحاجة إلى النظارة.