[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قبل سنةٍ من الآن كان مجرد التفكير في وجود لاعب مصري ضمن فريق جزائري أمرا غير وارد على الإطلاق؛ بسبب تداعيات سباق التصفيات المجنونة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، لكن الآن بعد أن هدأت النفوس وبدأت مياه العلاقات بين الجزائر ومصر تعود تدريجيا إلى مجاريها الطبيعية، أصبح ممكنا "الحلم" بانضمام لاعب مصري للدوري الجزائري، وهو حلم قد يتحقق قريبا بفضل اللاعب الشاب عبد الرحمن عادل بخيت الذي قالها صراحة: "أريد أن أكون أول لاعب مصري في الدوري الجزائري".
ولم يسبق لأي لاعب مصري أن تقمص ألوان فريق جزائري، ولذلك فإذا حقق عبد الرحمن بخيت -لاعب الوسط الهجومي بنادي هيئة قناة السويس المصري- رغبته، فسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، حيث سيكون أول لاعب مصري ينشط في الدوري الجزائري، وإذا حقق "بخيت" هذه الأمنية في مثل هذا الظرف، بعد كل ما حصل بين البلدين الشقيقين، فيكون قد ساهم في تضميد جراح العلاقة بين الجزائر ومصر.
عبد الرحمن عادل بخيت (الملقب بين أصدقائه بـ"حامولي")، لاعب "قناة السويس"، البالغ من العمر 21 سنة، والذي سبق له تقمص ألوان منتخب مصر للشباب تحت سن الـ20 عاما قال في حوار مطول أجرته معه صحيفة "أخبار اليوم" الجزائرية، في عدد يوم الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2010: "رأيت أنه لا يوجد لاعب مصري في الدوري الجزائري، رغم وجود لاعبين جزائريين في مصر فأردت أن أكون أولهم، كان حلما بالنسبة لي، كما أن أصدقائي اللاعبين الجزائريين شجعوني على خوض هذه التجربة، وهم يساعدونني على ذلك، وبالأخص حمزة، وهو لاعب كرة قدم جزائري في صفوف أكاديمية الفتح العربي يقيم معي في مصر، يعتبر من أقرب الناس لي، وهو من مدينة الثنية بالجزائر"، مبديا استعداده للدفاع عن ألوان أي فريق جزائري يطلب خدماته ويتفق معه على اللعب فيه.
ويرى اللاعب بخيت أن بمقدوره الإسهام في رأب صدع العلاقات بين الجزائر ومصري، مبديا ثقته في قدرته على فعل ذلك، "وكل شيء توفيق من عند الله، لو ربنا كتب لي أن أوفق فلن يمنعني أحد"، مستبعدا في الوقت ذاته إمكانية تعرضه لمضايقات في الجزائر، وبهذا الشأن صرح قائلا: "أنا واثق أن الجزائريين مسالمون مثل الشعب المصري، ولن يصيبني مكروه أبدا في بلدي الثاني الجزائر، بإذن الله".
وبدا "حامولي" مطّلعا على خبايا الدوري الجزائري الذي قال إنه يتسم بالحماس والأداء الرجولي، مبديا إعجابه بنادي شبيبة القبائل، كما بدا متتبعا لشؤون الكرة الجزائرية وأخبار محترفيها، مفصحا عن إعجابه الشديد باللاعب رياض بودبوز، إضافة إلى كل من كريم مطمور، كريم زياني وحسن يبدة، الذي قال إنهم "قادرون على الوصول إلى مستوى القمة".
وأشاد عبد الرحمن عادل بخيت باللاعب الجزائري لنادي الأهلي المصري أمير سعيود الذي عرفه عن كثب باعتبار أنه "كان مقيما لفترة طويلة بمدينتي بالإسماعيلية، لأنه كان يلعب ضمن صفوف أكاديمية الفتح العربي، وكل لاعبي الإسماعيلية يحبونه ويحترمونه، هو إنسان محترم وطيب، وحتى بعد الأزمة معاملتنا له لم تتغير، وكان معه لاعب جزائري آخر اسمه حمزة، فكنت من أكثر الناس حبا واحتراما لهما، كنا دائما نخرج مع بعضنا في الإسماعيلية ومعنا لاعبون آخرون من المغرب وتونس، وهذا وضع طبيعي، فنحن عرب وهم مقيمون في أرض عربية، لغتنا واحدة وديننا واحد، ولا يوجد شيء يعيق تعاملنا مع بعضنا البعض".
سأتزوج جزائرية.. وكفانا من الفتنة
عبد الرحمن بخيت على وشك الزواج بفتاة جزائرية، لكنه يؤكد أن ذلك ليس سبب رغبته في اللعب بالجزائر، بدليل أنه زار الجزائر حتى قبل الارتباط بتلك الفتاة، وكان يرغب باللعب في الدوري الجزائري قبل تفكيره في الارتباط ببنت الجزائر التي شجعته كثيرا على تنفيذ رغبته، التي تبقى حتى الآن مجرد رغبة قد تتحول إلى واقع إذا تلقى "حامولي" أو كابتن "عبدو" -مثلما يناديه بعض رفاقه في مدينة الإسماعيلية- عرضا مناسبا من فريق ينشط بالدوري الجزائري، آملا أن يكون ارتداؤه لقميص فريق من الجزائر جسرا آخر من جسور المحبة بين شعبين يربطهما الدين الحنيف ولسان الضاد والماضي التليد، والمصير المشترك، وفرَّقتهما كرة ملعونة.
ولذلك استغل اللاعب المصري عبد الرحمن بخيت حديثه لصحيفة جزائرية ليوجه نداء للشعبين الشقيقين للكفِّ عن الفتنة، فـ"كرة القدم لعبة توحد الشعوب، وترفِّه وتمتع، ولم تكن يوما لتفرق بين الشعوب"، خاتما كلامه بالقول: "الله يهدينا جميعا، وإن شاء الله يمحي هذا الزعل من قلوبنا، ولتعود المحبة والمودة بين الشعبين، وهذا هو الطبيعي، لأننا مسلمون وديننا يحث على ذلك".