أبدى المدرب الجزائري نور الدين زكري -الذي يحبِّذ بعض الجزائريين مناداته بـ"زكرينيو"، تشبيهًا له بالبرتغالي جوزي مورينيو مدرب نادي ريال مدريد- استعداده للإشراف على العارضة الفنية لنادي الأهلي المصري، بعد أن أشارت بعض المصادر إلى وجود اسمه ضمن قائمة المدربين المرشحين لتدريب "نادي القرن" في إفريقيا، خلفًا للمدرب السابق حسام البدري.
وذكر زكري، في تصريحٍ لـmbc.net، أن ترشيحه لتدريب نادٍ مصريٍّ كبيرٍ بحجم الأهلي شرفٌ كبيرٌ له، مشيرًا إلى أن تدريب "نادي القرن" الذي يضم ترسانة من نجوم الكرة المصرية والعربية أمرٌ يستهوي أي مدرب عربي، مشددًا، من جانب آخر، على استعداده لدراسة أي عرض يأتيه من أي فريق مصري؛ حيث إنه لا يمانع العمل ضمن المنظومة الرياضية المصرية.
"مورينيو الجزائر" المعروف بتصريحاته الجريئة، أبدى استياءه مما وصلت إليه العلاقات بين الشعبَيْن الجزائري والمصري في الشهور الأخيرة بسبب مباراة كرة قدم، ولم يجد غير عبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله" وهو يتحدث عن الحساسية الموجود في الشارع الرياضي بمصر والجزائر إزاء بعضهما بعض، داعيًا الجميع إلى وضع الخلافات جانبًا، ومُعبِّرًا عن استعداده، في حال إشرافه على تدريب الأهلي أو أي فريق مصري، للمساهمة قدر المستطاع في رأب صدع العلاقات الجزائرية – المصرية.
زكري يشيد بالمصري بخيت
من جانبٍ آخر، أشاد نور الدين زكري بجرأة اللاعب المصري عبد الرحمن عادل بخيت "حامولي"، الذي أبدى رغبته في اللعب لحساب أي فريق جزائري يطلب خدماته، مؤكدًا جاهزيته ليكون أول لاعب مصري في الدوري الجزائري.
وقال زكري إنه لم يكن ليتردد في التعاقد مع اللاعب بخيت لو كان يشرف على العارضة الفنية لأي فريق ينشط ضمن دوري المحترفين الجزائري، مؤكدًا أن التصريحات التي أدلى بها بخيت سابقًا، تساعد على التقارب بين البلدَيْن الشقيقَيْن مصر والجزائر، وأن مياه العلاقات بينهما بحاجة إلى مبادرات مماثلة لتعود إلى مجراها الطبيعي.
ومعلومٌ أن عبد الرحمن عادل بخيت المُلقَّب بين أصدقائه بـ"حامولي"، لاعب "قناة السويس" البالغ من العمر 21 سنة، والذي سبق له اللعب لمنتخب مصر للشباب تحت سن الـ20 عامًا- كان قد أفصح في حوارٍ مطولٍ أجرته معه صحيفة "أخبار اليوم" الجزائرية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن أمنية اللعب في الدوري الجزائري.
وصرح اللاعب المصري: "رأيت أنه لا يوجد لاعب مصري في الدوري الجزائري، رغم وجود لاعبين جزائريين في مصر، فأردت أن أكون أولهم. كان حلمًا بالنسبة إلي، كما أن أصدقائي اللاعبين الجزائريين شجَّعوني على خوض هذه التجربة، وهم يساعدونني على ذلك، وبالأخص حمزة، وهو لاعب كرة قدم جزائري في صفوف أكاديمية الفتح العربي يقيم معي في مصر، يُعتبَر من أقرب الناس إلي، وهو من مدينة الثنية بالجزائر".
تكوين إيطالي وعروض عربية
ما لا يعرفه كثيرون أن نور الدين زكري، الذي أبهر جمهور الكرة الجزائرية بلغته العربية الراقية خلال حديثه إلى وسائل الإعلام؛ حاصل على شهادة عليا في التدريب من إيطاليا؛ حيث تلقى تكوينًا على يد مدربين إيطاليين معروفين، وسبق له خوض تجربة هناك، قبل أن يعود إلى الجزائر لتدريب نادي وفاق سطيف الذي قاده خلال بضعة أشهر إلى الحصول على كأس الجزائر موسم 2009 - 2010، وكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، وكأس السوبر لشمال إفريقيا.
وكان وفاق سطيف، تحت إشراف زكري، أول فريق جزائري لكرة القدم يزور مصر بعد "فتنة المونديال"؛ حيث أجرى تربصًا إعداديًّا لإحدى مباريات دوري أبطال إفريقيا بالأراضي المصرية، مؤكدًا حينها شعوره بأنه في بلده بين أهله وإخوانه، داعيًا إلى طي صفحة الأزمة التي لا تشرِّف الجزائريين ولا المصريين.
وبعد مغادرته الوفاق، تلقى عروضًا بالجملة من أندية جزائرية وأخرى عربية. وقد كان في أفضل رواق لتدريب نادي الاتحاد الليبي قبل أن تحول ظروفٌ قاهرةٌ دون إتمام الصفقة، وقد رفض العديد من العروض الجزائرية، بعد أن رأى أنها لا تناسب طموحاته.
وإذا كان نور الدين زكري يعترف بصعوبة تحقيق رغبة تدريب نادي الأهلي المصري؛ بسبب الحساسية الموجودة، فإنه أكد استعداده لرفع التحدي، فهل نرى مدربًا جزائريًّا على رأس العارضة الفنية لأفضل فريق إفريقي في القرن الماضي؟