أنتم تمتلكون الخيال لكن عليكم في تفعيله (لكل خيالي وخيالية)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخيال نعمة
العنوان يؤكد أن الخيال نعمة وهو حالة فطرية ساكنة بالعقل وكامنة بالذهن يفعلها الإنسان حين التأمل والتفكير في ما يعلمه أو ما يجهله أو ما يعقله من ما يثيره ويلفت إنتباهه
هناك فرق بين الأحلام والخيالات
إنتبه
هناك فرق بين الأحلام والخيالات فالأحلام عامة على جميع أصناف البشر من المتعلمين والغير
متعلمين وهي حالة تختص في الروح تتكون من المشاعر والأحاسيس وهي أكثر في النساء من
الرجال لهذا هم من يحلمون بفارس الأحلام والحياة السعيدة و ... بينما الخيالات تنحدر من الذهن
ولا يختص فيها إلا المتأملين رغم أنها حالة عامة لكن هناك من يفعلها من المفكرين وهذا ما
أنجب الإختراعات والإبتكارات والإبداعات والإنتاجات المختلفة والمتنوعة والمتعددة والمتفرعة
على جوانب مجالات الحياة والفرق بين الحلم والخيال هو أن في الحلم تسرح وتغمض عينيك
وتنتقل لعالمك الجميل بلا معرفة كيفية الوصول له وهو يعبر عن ما تميل له العاطفة بينما الخيال
يجعلك تفكر في كيفية إنجاب ما يجعل العالم أفضل وهذا هو ما غير زمان من زمان أخر
معلومة
الحلم لن يتحقق إلا بنظرة جدية وهنا سيتطور الحلم إلى أمنية وبنظرة واقعية سيصبح طموح وهذا يقودنا للخيال الذي سينجب لنا رؤية وبعدها سننتقل للتطبيق وستظهر النتائج التي هي مجموعة تغيرات وتطورات تنتج لنا وسائل وإبداعات وإختراعات
توضيح الإختلاف
الحلم هو أن ينتقل الإنسان من حالة إلى حالة أخرى بلا ممهدات كالطفل الذي يحلم أنه على سطح قمر يأكل كورن فليكس بينما الخيال هي حالة تفكير مستقبلية مع وجود ممهدات كالطفل الذي يحلم بأن يكون معلما كبيرا وأمامه طلاب كثير بينما هو طالب يستطيع ذلك لأن هناك رابط وهي الدراسة إن أكمل مراحله وتفوق سيصل لمراده
إستدلال
هذا يؤكد أن غذاء العقل هو الخيال وأن غذاء الخيال هي الأحلام فأن لم تكن الروح متحررة لن يكون الذهن متحررا وسيصبح العقل روتينيا صلبا جامدا غير مرن لهذا دائم من ينالون التميز هم الحالمون لأنهم سيصبحون خياليون الذين هم من يختصوا في تغيير معالم العالم فجميع ما نراه الأن في زمن سابق كان خياليا لهذا الحالم طريق لأن يصبح ذا خيال والخيالي طريق ليصبح صاحبه مطورا لمن حوله
تلك ممهدات لتغيرات ستكون حاصلة في المستقبل فما نجهله الأن هو ما سنعلمه في ما بعد وما لا نعيه بعمر معين سندركه في عمرا متقدم هكذا تتم التنمية
كيفية تفعيل الخيال
نصدقها ونعيشها ونبنيها خطوة خطوة فتلك العمارة الكبيرة كانت بدايتها طوبة صغيرة أسألوا تلك الطوبة كيف أصبحتي عمارة كبيرة ستقول لكم كما قالت لي لا أهتم لمساحة الحلم أنما أتمم ما علي إتمامه والباقي على الله
أساس الخيال نعمة إلاهية
لولا الخيال لما خاطبنا الله سبحانه وتعالى عن نعيم الجنان ووصف النيران وسبب أحلامنا البعيدة هي حالة فقط لأن ندرك بأن هناك نعيما لا يوصف ولا يدرك ولا يصل خيالنا لمستواه أعده الله لعباده الصالحين
الذي يغمض عينيه هل هو يتخيل ؟
ما نتحدث عنه هو عالم الروح المراد به تهدئة النفوس فالروح لها حق من الراحة والإسترخاء وهذا ما يجعلنا نحلم ونتمنى وتنعكس مشاعرنا على مخيلتنا لنظهر صور من أحلامنا لنبتعد قليلا عن العالم المتحرك المادي المستهلك ونتغذى روحيا وننال بعض الراحة لنشعر ونحس وتلك عملية شحن روحي لإمتصاص طاقة جديدة بعد أن أستهلكنا ما فقدناه من ممارستنا وحركاتنا وأعمالنا ومهامنا المختلفة وتتحقق في الإسترخاء والإنسجام أو النوم لنريح حواسنا وأعضائنا من كثر الإستخدام وأفضل حالة شحن روحي تتم في العبادة فتلك تنجب لنا الإندماج الثلاثي العقل وصفائه والروح ونقائها والجسد واسترخائه
الذي يتصور ويبتعد عن واقعه وهو يقظ ماذا يفعل ؟
هذه نعمة الخيال الأن أنا أتحدث عن العالم الذهني وهو تخيل ما نريد تخيله وهي كالذي ينظر لهدفه أو أمله كأنه أمامه لهذا يكون واثقا من خطواته وكأن مكتوبا له تحقيق غاياته فهذا ما أظهر إبتسامة العلماء والعظماء والحكماء حينما قالوا لهم أقوامهم مستحيل تحققون أهدافكم وأعلى مستوى من ذلك هو الإيمان بالله والأفضل هو الإحسان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك أليس هذه نعمة خيالية تجعلك وأنت قائلا أو فاعلا كأن خالقك الناظر لك معك بكل حالاتك وتلك توصلنا لحق اليقين
الذي يقرأ ويعيش في ما قرأه أو ينظر ويعيش في ما نظر له إن كان يشاهده معروضا أمامه ؟
ما نذكره الأن يتعلق في قدرة الإندماج وهو معايشة ما تنظر له أو تقرأه كأنك فيه وهذه تختص في الحواس أثناء النظر أو السمع وهي دمج الحواس تختص في حدة النظر ودقة السمع والتركيز المدمج مع التفكير والملاحظة والأعمق منها هو الإندماج الروحي الذي يتحقق حينما يتم إغماض العين ومعايشة لحظة بدمج بعيد عن ما يكدر الذهن من إزعاج وشتات وفي المعايشة الحقيقية تكون حالة الإستفادة التامة وهذه تأتي في قرآن القرآن بتدبر أو في الصلاة بخشوع أو بحالة تأمل بمخلوقات الطبيعة وهي من تنجب الإلهامات التي قد ترتقي للكرامات والله على كل شي قدير
معلومة
حينما تتم قراءة كتاب نجد القارئ يقول تعلم من الكاتب وهو لم يلاقيه لكنه عاش كلماته وتصورها وأظهر أبعادها بذهنه وهذا ما جعله يحول الكلمات المجردة المكتوبة لصورا تنعكس على الذهن لتصبح مشاهد متعددة فما نقرأه نتصوره وما نسمعه نتخيله والتصور إظهار صورة وهو جزء من الخيال والخيال إيجاد أبعاد وهو فرع من المخيلة وما نتخيله نتذكره وفي هذا سنذكر فائدته
أشكركم على متابعتكم كما أنتم تشكروني على كتابتي لهذا يجب علينا جميعا أن نشكر الله على ما أنعم به علينا وقليل من عباده الشكور
يجب أن لا نعيش في الخيال لأنه سيسرقنا أنما يجب أن يعيش بنا الخيال لأنه سيرقينا
[center]