يستعد الطفل السوري سامح الشحف للمشاركة في معرض فني رغم إعاقته التي تتمثل في صمم جزئي وصعوبة في النطق، ليؤكد بذلك أن لغة الفن لا تقل أهمية عن الأبجدية في خلق التواصل الإنساني.
وقال سامح (14 عاما) وهو من أبناء مدينة شهبا في محافظة السويداء: إن هذا المعرض هو ثالث مشاركاته وسبقه معرضان قدم فيهما لوحات متنوعة من الرسم الزيتي والرسم على القماش البالي. بحسب وكالة الأنباء السورية.
وأضاف سامح أنه كان يتأمل الرسومات ويدقق فيها ويحاول تقليدها منذ صغره؛ حيث شجعه والده على ذلك، وخصص له غرفة ليرسم فيها، مشيرا إلى الدعم الذي لقيه في معهد الإعاقة السمعية بالسويداء، والاهتمام من مدرسيه، وتأمين ما يحتاجه من مستلزمات للرسم، وتشجيعه على صقل ملكته وتكوين تجربته الفنية الخاصة.
وأوضح أنه يهوى رسم الطبيعة بما فيها من مكونات ورسم البيوت الريفية الهادئة ومنظر البحر.
معانٍ عميقة
من جهته قال مدير معهد الصم والبكم بالسويداء إسماعيل خيو إن "المعهد يسعى حاليا لمساعدة سامح على الانتساب إلى نقابة الفنانين التشكيليين، خاصة وأن موهبته تستحق التوقف عندها لما تحمله من معانٍ عميقة وصور إبداعية"، لافتا إلى أن هذه الموهبة ظهرت مبكرا عندما لاحظت معلمته وهو في الصف الثاني تعلقه بحصة الرسم التي كان يجد فيها متنفسا للتعبير عن مكنوناته بشكل يضاهي أقرانه.
ودعا مدير المعهد إلى إيجاد منهاج خاص بالصم يراعي خصوصيتهم، ويخفف مشقة الدراسة عنهم، ويسمح لهم بإكمال دراستهم الأكاديمية بعد انتهاء دراستهم في معهد الإعاقة السمعية، مؤكدا في الوقت نفسه أن إدارة المعهد تحرص على دعم وتشجيع الأطفال المتميزين من طلاب المعهد، وإقامة المعارض الفنية بشكل دوري لإطلاق مواهبهم، وتعزيز عملية دمجهم مع محيطهم.