هذه بعض صور العادات الصحية ومنافعها للجسم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تتعدد
صور العادات الصحية التي لها علاقة مباشرة بصحة الإنسان وسلوكه، ونظراً
لأن موضوع البحث يركز على مقومات التربية الجسمية، فسوف يقتصر العرض التالي
لبعض صور العادات الصحية التي لها علاقة مباشرة بهذه المقومات، ومنها على
سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- عادة شرب كأس من الماء الفاتر عند الاستيقاظ من النوم صباحاً
إذ إن هذه الكمية الضئيلة من الماء تنبه الأمعاء بعد ركودها، وتغسل
المعدة، ثم تمر بالدم لتغسل الكليتين مما قد يترسب فيها من رمال، فضلاً عن
أنها تنبه الكبد، وتدعوها إلى إفراز الصفراء، تهيؤاً لهضم طعام وجبة
الصباح.
2- عادة مضغ الطعام جيداً في الفم قبل بلعه
حيث يتم خلال عملية المضغ تقطيع الطعام، وطحنه جيداً، إضافة إلى ما في ذلك
من توفير للجهد على المعدة، ولأن مضغ الطعام مضغاً جيداً من العوامل المهمة
الواقية من اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يسمح بمزج الطعام باللعاب، الذي
يسمح بتحويل النشا إلى سكريات أسهل هضماً، كما يهيئ المعدة لإفراز العصائر
الهاضمة، ويحول دون سرعة التهام الطعام والإفراط فيه دون وعي.
والمضغ الجيد رياضة يحتاج إليها الإنسان، وعدم مزاولة هذه الرياضة يضعف الأسنان، ويجعلها عرضة للتسوس.
3- عادة تنظيف الأسنان بعد تناول الطعام أو الشراب
مهما كان حجمه أو نوعه إذ إن تنظيف الأسنان المستمر ولو بالماء عادة حميدة
تكفل نظافة الفم. وتعمل على حماية الجسم ووقايته من كثير من الأمراض، فقد
ثبت أن غسل الفم بالماء بعد كل وجبة، وبعد كل مرة يتناول فيها الإنسان مادة
سكرية يقلل نسبة الإصابة بالتسوس.
4- عادة تناول طعام الإفطار صباحاً
تعد من أهم وأبرز العادات الصحية التي ينبغي التعود عليها، وعدم إهمالها،
فالإنسان في حاجة ضرورية لها كبيراً كان أو صغيراً وما ذلك إلا لأن وجبة
الصباح من أهم وجبات اليوم إطلاقاً، فالمعدة تكون خالية في الصباح، ومستعدة
لتقبل كل ما يلقى فيها من غذاء، ولذا فمن الضروري أن نلبي هذه الحاجة، وأن
نزود المعدة بالمقادير الغذائية الكافية لإمداد الجسم بحاجته من مصادر
الحرارة.. ومن الضروري أن تكون وجبة الصباح منوعة في موادها، غنية بالعناصر
الغذائية.
5- عادة ممارسة بعض التمارين الرياضية أو الأنشطة المستمرة
التي يتم من خلالها المحافظة على اللياقة البدينة للجسم وتحريك، عضلاته
وتنشيطها من وقت لآخر، فالرياضة تنشط كل أعمال الجسم من تنفس، ودوران
(للدم)، وهضم وإفراز، وتوازن وغير ذلك. كما تقوي بنيته، وعظامه، ومفاصله،
عضلاته، بالإضافة إلى كونها تعطي الجسم جمالاً، وتناسقاً، ومرونة، ولياقة
زائدة، وتمنع السمنة، والترهل، والانحناءات المعيبة.
والمحافظة على ممارستها لها آثار إيجابية في تحسين الحالة الصحية والنفسية للإنسان في جميع مراحل عمره المختلفة.
6- عادة الراحة عندما يحتاج الجسم
والحرص على عدم مقاومة النوم ولا سيما إذا كان الجسم متعباً أو مرهقاً،
فالنوم إحدى الحاجات الضرورية لراحة الجسم ونموه، مع مراعاة أن يتم النوم
في ظروف مناسبة للراحة، ويتبع لهذه العادة الصحية أن لا يذهب الإنسان إلى
النوم بعد تناول الطعام مباشرة، لأن النوم بعد الطعام يعرقل أداء المعدة
لعملها، ويكفي استرخاء بسيط لبضع دقائق، فذلك يساعد المعدة على الهضم.
7- عادة تناول السلطة المكونة من بعض أنواع الخضراوات الطازجة مع كل طعاموأن تكون جزءاً أساسياً من محتويات الطعام، لأنها غنية بالفيتامينات
والأملاح المعدنية وبالألياف الغذائية التي تعطي حجماً للوجبة الغذائية،
فتساعد (الإنسان) على الشعور بالشبع، وتمنع الإمساك ومضاعفاته.
8- عادة تناول المشروبات المعتدلة الحرارة
فلا تكون ساخنة، ولا تكون باردة جداً أو مثلجة لما في ذلك من المضار الصحية
على الفم، أو الأسنان، أو اللسان إضافة إلى أن شرب المشروبات وهي ما زالت
ساخنة جداً أو مثلجة جداً يصيب المعدة بأضرار بالغة، ويتسبب في تثبيط نشاط
الإنزيمات التي تهضم الطعام، مما يؤدي إلى عسر الهضم، واضطراب وظيفة
المعدة، والتهابات مستمرة، واحتقان في الجدار المبطن لها، حيث إن إنزيمات
الجهاز الهضمي لا تعمل إلا في درجة حرارة الجسم وهي (37) درجة مئوية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن شرب الشاي أثناء أو بعد تناول الطعام مباشرة يعوق
امتصاص الحديد من الغذاء، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا (فقر الدم)
إذا كانت كمية الحديد المتناولة قليلة في الطعام.
وينصح خبراء التغذية أن يكون شرب الشاي باعتدال، مع أنه يفضل إضافة الحليب
إليه لما يحتوي عليه من الكالسيوم والفيتامينات التي تفيد الجسم عامة،
وتقوي العظام خاصة.
9- عادة تناول الزبادي (اللبن الرائب)
الذي يعطي للجسم البروتينات بصورة يسهل هضمها وبالتالي سرعة الإفادة منها،
ولذا ينصح الأطباء بتناول الزبادي عندما يكون الإنسان مضطراً لاستعمال
المضادات الحيوية حيث إن المضاد الحيوي يقتل جميع أنواع البكتيريا الموجودة
في الجسم سواء الضارة أو المفيد، لذلك فإن تناول الزبادي يعوض المعدة
والقولون عما تفقده من بكتيريا، مما يساعد في عمليات هضم الأغذية، فقد ثبت
أن البكتيريا المفيدة للمعدة توجد في الزبادي، وهي بكتيريا حمض اللاكتيك
التي تساعد على تخليق بعض الفيتامينات، وبعض الأحماض الأمينية مما يساعد
على هضم الطعام بما تفرزه من أنزيمات، فضلاً عن استطاعة البكتيريا في
الزبادي على تطهير المعدة، وقتل الطفيليات المسببة للإسهال.
10- عادة المحافظة على اعتدال الجسم
في مختلف حالاته وأوضاعه (وقوفاً،وجلوساً، ومشياً) تعمل - بإذن الله- على
حماية قوام الجسم، وسلامة بنيانه، وعدم تعريضه للتشوهات الخلقية أو المخاطر
الصحية المترتبة على ذلك، ويكون ذلك بالتعود على انتصاب الجسم، وعدم
الانحناء إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وفي الجلوس يجب أن يكون الرأس والجذع
بوضعية مستقيمة، أما تحريك الجسم بحركات فجائية مع تقليص العضلات بشكل
دائم، وتوازن غير كامل، فهو من المساوئ التي يجب الابتعاد عنها.
11- الإكثار من شرب المياه النقية
التي يحتاج إليها الجسم فهي تساعد في عملية الهضم، وترطيب الجهاز التنفسي،
وغسل الجسم (داخلياً) من السموم، ومنع تكون الرواسب والحصيات في الكلى،
وهذا يقتضي بطبيعة الحال الامتناع عن تناول المشروبات الغازية (الفوارة)
التي ينتشر استعمالها بين الناس سواء أثناء تناول الوجبات الغذائية أو
بعدها ظناً منهم أنها تساعد على تسهيل الهضم وإرواء العطش ولا سيما في
الطقس الحار وهي عادة غير صحية
لأنها تتسبب في انتقال الطعام - حتى دون اكتمال هضمه - من المعدة إلى
الأمعاء وهذا يضيع فائدة المعدة في هضمها الأغذية وخصوصاَ البروتينية منها.
12- عدم الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة التلفزيون أو غيره من الأجهزة
لما يترتب على ذلك من إضاعة للوقت فيما لا فائدة فيه، كما أن طول فترة
الجلوس تؤدي إلى الخمول، والكسل، والحيلولة دون استمتاع الجسم بالحركة
للازمة له، إضافة إلى ذلك فإن مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة مضرة لجسم
الإنسان، ويرجع السبب في ذلك إلى أن طريقة تكوين الصورة تؤدي إلى انبعاث
أشعة من جهاز التلفزيون تصطدم بجسم الإنسان، وجسم الإنسان قادر على التعامل
مع كميات معقولة من هذه الأشعة، أما إذا زادت عن حد معين فإنها تبدأ
بتأثيرها على خلايا الجسم، ومن هنا يجب الإقلال من ساعات مشاهدة برامج
التلفزيون.
وختاماً، فإنه يمكن القول إن
العادات الصحية تعد من أهم وأبرز مقومات التربية الجسمية للإنسان، والتي لا
غنى له عنها، لا سيما وأنها أحد مطالب النمو الصحيح، وذات علاقة مباشرة
بصحة الجسم وسلامته، فكان من الضروي جداً أن يعرفها الإنسان وأن يحافظ
عليها في مختلف الظروف والأحوال العمرية، والله نسأل أن يمتعنا بأسماعنا،
وأبصارنا، وعافية أبداننا، والحمد لله رب العالمين