أعرب الفنان الجزائري عبد الكريم بن خرف الله عن أسفه الشديد لما آل إليه حال الفن في بلاده، متهما في الوقت نفسه المنتجين بإقصاء الممثلين الكبار، واستبدالهم بوجوه جديدة لا تعرف شيئا عن التمثيل.
وأكد أن المحاباة والمحسوبية وراء الانزلاق الخطير في المشهدين الثقافي والفني في الجزائر.
وقال خرف الله: "لولا هذه السياسة العقيمة التي باتت بمثابة الوقود الذي يحرك مؤسساتنا الثقافية والفنية؛ لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من ركود وجمود في مختلف ضروب الفن والإبداع". بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية الأربعاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف "دون أن أتجاهل طبعا التهميش والإقصاء الذي طال مؤخرا غالبية الممثلين القدامى الذين عوضوا بآخرين جدد لا علاقة لهم بالتمثيل لا من قريب ولا من بعيد، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في استفحال الرداءة بمختلف أشكالها وأطيافها".
وعن أسباب غيابه الملحوظ في الفترة الأخيرة، قال خرف الله: "إن هذا الغياب لا يقتصر عليّ فحسب، بل يتعدّى إلى أسماء عديدة كان يُحتذى بها في الماضي".
وبرر ذلك بالقول "للأسف لقد تغيرت المعطيات وانقلبت الموازين رأسا على عقب، فبعد أن كنا نضحّي بكل شيء شغفا بالتمثيل دون سواه، ها نحن اليوم نسبح في مياه عكرة يصطاد فيها منتجو القطاع الخاص، يتحكّمون في انتقاء الممثلين الذين يديرون أحداث أعمالهم، دون مراعاة أدنى قواعد اللعبة الإنتاجية".
في السياق ذاته؛ أعرب الفنان الجزائري عن أسفه الشديد للواقع المر الذي آل إليه واقع الممثل في الجزائر، وقال: "أشعر بقشعريرة كلّما لجأت إلى جهة معينة أطالبها بتخصيص وقت لعرض مونولوج "جعفر بوزهرون" الذي استنزف منّي طاقة كبيرة بذلتها خصيصا لملاقاة عشّاق الفن الرابع مرة أخرى".
وأضاف أن الفضل يعود إلى المخرج محمد بدوي الذي يحرص دوما على إدراج اسمي في أعماله، إضافة إلى مساعده محمد عبد الجليل حاجي الذي وفرّ لنا المناخ الملائم لتقديم العمل في أجمل صورة، وذلك على أمل تخصيص جولة وطنية له، قريبا، حتى لا تذهب جهودنا في مهبّ الريح".
التعليقات