رغم أن انزو ابن أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان لا يزال في مرحلة تكوين شخصيته الكروية التي يتوقع كثيرون أن تكون فذة مثل والده، فإن لعاب عديد من الأندية بدأ يسيل سعيا لاحتضان النجم الصاعد الذي لم يتعد الخامسة عشرة من عمره، وبدأ بعضها بالفعل في تقديم عروض لتبني الابن "زيزو" في مدارسها ضمن الفئات الصغرى.
الجديد أن الصراع على إنزو انتقل من الأندية إلى الدول؛ حيث ذكرت تقارير صحفية أن صراعا خفيا يدور الآن بين الاتحادين الفرنسي -حيث ينتمي زيدان- والإسباني -حيث تنتمي زوجة النجم الكروي السابق- لضم اللاعب الشاب إلى صفوف منتخب الناشئين في كل بلد. أما المفارقة التي قد تثير الضحك أو البكاء على المواهب التي يفقدها العرب بكل سهولة، فهي أن الجزائر -بلد زيدان الأصلي- يكتفي من الصراع الدائر بالفرجة فقط ولسان حال المسؤولين هناك يقول "إذا كنا فرطنا في أبيه فهل يكون الولد أعز علينا..!".
وذكرت تقارير صحفية أن هناك حربا خفية لأجل ضم إنزو، وظلت أعين الإعلام الفرنسي تلاحق زيزو في كل تنقلاته المختلقة، وتخلق تصورات من وحيها، فمجرد مكوثه لبضعة أيام في مرسيليا يعني عند الصحف الفرنسية أنه سيقود نادي الجنوب الفرنسي وسيضم له ابنه، وبعد عودته إلى إسبانيا مؤخرا، أطلقت ذات الصحف عناوين تفيد بأن زيزو سيدرب الريال وسيضم ابنه إنزو له.
ذلك الصراع الذي ظهر على صفحات الجرائد بين مرسيليا ومدريد يخفي وراءه صراعا أكبر بين فرنسا وإسبانيا، اشتد –حسب صحيفة الشروق الجزائرية- في الأيام الأخيرة بشكل لافت، باعتبار أن زيزو المتزوج من الإسبانية "فيرونيك لونتيسكو" بدأ عشقه يزداد يوما بعد يوم لإسبانيا منذ أن رزق بأربعة ذكور اختار لهم أسماء إسبانية بدءا من ابنه البكر "إنزو" الذي يحمل اسم لاعب زيدان المفضل الأوروجواياني إنزو فرانشيسكولي، ثم بقية الأبناء لوكا، وتيو، وإلياز، واستطردت الشروق قائلة أن الصراع يحمل أبعادا أخرى، فالاتحاد الإسباني الذي قال أن سيوجه الدعوة لابن الأسطورة للانضمام إلى منتخب الناشئين هذه الأيام لا يريد أن يخسر دعم فرنسا لملف إسبانيا والبرتغال المشترك لاحتضان كأس العالم 2018، ولهذا فإن إسبانيا مستعدة هنا للتضحية بـ"وريث زيزو" مقابل الظفر بصوت فرنسا وتنظيم كأس العالم الذي تنافسها فيه إنجلترا وروسيا بشراسة.
في المقابل فإن عين الهيئات الفرنسية المختصة مسلطة على إنزو منذ انضمامه إلى المدرسة الإسبانية، ومنذ أن تناقلت وسائل الإعلام المختلفة مهاراته وموهبته التي أبهرت الجميع حتى والده شخصيا الذي صرح بأنه يرى نفسه عندما يرى ابنه يلعب، بيد أن "زيدان" طلب من الجميع -في تصريح له بالقناة الفرنسية الأولى (TF1)- أن يتركوا إنزو وشأنه ولا يحرجوه، وأنه سيكون له الخيار بشأن اختيار المنتخب المناسب.
الطريف أن تعليقات الجماهير الجزائرية على الخبر، حملت تباينا كبيرا في موقفها من اللاعب الصاعد ومن والده الذي لا يدخر جهدا في إبداء دعمه للجزائر، فبعضهم تحسر على غياب بلدهم عن الصراع القائم بين فرنسا وإسبانيا من أجل الظفر بالولد "الجوهرة" بينما أبدى آخرون أسفهم من اسم الولد الذي اعتبروه اسما لا يمت بأية صلة للجزائر، فـ"إنزو" ليس اسما عربيا ولا أمازيغيا.. كادير من الشلف قال في تعليقه "...أين نحن من كل هذا!! إننا نطالب أيضا بإنزو..."، وعلق آخر فأشار إلى اسمه بـ(مقيم في إسبانيا): "نحن أيضا لنا حقا في إنزو... نريد دخول المعترك مع إسبانيا وفرنسا..."، وطالب خليل من ولاية البيض بدعوة جد إنزو الجزائري بالتوسط لهم للظفر به...، وسخر عبد الجليل من موقع الجزائر في الصراع بعبارة: "الجزائر فضلت أن تكون خارج المنافسة... هههه"، ومن ناحيته قال أحمد: "... انظر إلى اسمه تشبع" في إشارة إلى تسمية "إنزو"، وعلق أمين الذي رمز لاسمه بـ(الجزائر ودائما الجزائر): "أين هو الحق الذي تطلبونه، اسمه إنزو، وأسماء كل إخوته أجانب، تحيا سلعة بلدنا..."، وعلق آخر: "فليبدأ بتسمية أولاده بأسماء جزائرية، وبعدها سنتكلم..." وقال عبد الرحمن من تلمسان: "نحن نحمل أسماء مثل محمد، وعلي، وعمر، وعثمان، ليس إنزو.. لا نريد لاعبين ليسوا من ملتنا".
وتغطي صور الولد إنزو زيدان أغلفة وصفحات كثير من المجلات والصحف الفرنسية والإسبانية هذه الأيام، ونقلت ليكيب الفرنسية تصريح أحد الصحفيين الإسبانيين الذي قال إنه تابع إنزو في المباراة التي لعبها مؤخرا مع ريال مدريد ضد نخبة أديداس، وانتهت (3- 0) للريال، وذكر أن إنزو كان بحق أحسن لاعب في الملعب، واستحق شارة كابتن الفريق، مضيفا، أنه كان يناور ويراوغ بنفس أسلوب أبيه.. وبرغم أنه لعب شوطا واحد، إلا أن ذلك كان كافيا له لإبداء موهبته الكبيرة.
كما كشفت ليكيب أن جورج فالدانو -المدير الرياضي لنادي ريال مدريد- أبدى نيته في الإبقاء على إنزو ضمن مدرسة النادي الملكي، حين صرح أن الريال سيحمي الطفل "الجوهرة" إنزو، كما أشارت الصحيفة الفرنسية أن الريال عمد فيما مضى إلى تسجيل إنزو في قوائمه باسم "إنزو فيرنانديز" وهو لقب والدته، وذلك لمنع لفت انتباه الجهات الفرنسية له، ولتمكين المنتخب الإسباني لأقل من 16 سنة من ضمه في هدوء.