يرفع محمد بركات نجم وسط الأهلي المصري شعار التحدي وهو يدخل عامه الخامس والثلاثين بإصرارٍ على مواجهة عاملَيْ السن والإصابات المتكررة بالتألق داخل المستطيل الأخضر. ويؤكد هدف الفوز الأخير الذي أحرزه أمام إنبي بالدوري المصري أن اللاعب سيظل قادرًا على العطاء فترةً ليست بالقصيرة.
هدف بركات -وإن كان في المراحل الأولى للمسابقة المحلية- أنقذ الأهلي ومدربه حسام البدري من استمرار سيل انتقادات لم يتوقف، حتى من جماهير الفريق، بسبب تراجع مستوى اللاعبين، والخروج من الدور قبل النهائي لدوي أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، والنتائج المتواضعة للفريق في الدوري المصري، إضافة إلى الحديث عن مشكلات بعض اللاعبين الصاعدين مع إدارة النادي بسبب أزمة تجديد العقود.
بركات الذي يطلق عليه محبوه "اللاعب الزئبقي"، رد بهذا الهدف الذي منح الأهلي 3 نقاط غالية وقرَّبه من انتزاع صدارة الدوري من غريمه الزمالك، على مطالبات نقاد ومشجعين برحيله بعدما تسبب طرده أمام الترجي بالقضاء على أمل فريقه تعديل النتيجة، ومن ثم الخروج من البطولة التي قاتل لأجلها رفاقه ومدربه.
وفي إشارةٍ واضحةٍ إلى عدم التفكير في الاعتزال رغم وصوله سن الخامسة والثلاثين؛ قال: "سأكمل مسيرتي، لكنني لا أعتقد أنني سأظل ألعب حتى سن الخمسين".
وقالت وسائل الإعلام المصرية إن هدف بركات في إنبي أعاد إلى ذاكرة جماهير الكرة المصرية تلك الفرصة النادرة التي فصلت بين تأهل مصر لنهائيات كأس العالم والإطاحة بالمنتخب الجزائري وبين الوصول إلى مباراة فاصلة في أم درمان؛ حيث جاء الهدف بطريقة تشابهت كثيرًا مع تلك التي أهدرها اللاعب نفسه في مباراة 14 نوفمبر/تشرين الثاني أمام الجزائر بالقاهرة، وعلى نفس الملعب وفي مواجهة نفس المرمى، بعد مرور ما يقرب من عام كامل على تلك المباراة المصيرية للفراعنة.
ويُعتبر بركات أول لاعب مصري يحصل على جائزة أحسن لاعب إفريقي من هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" 2005 وأحسن لاعب محترف داخل القارة السمراء 2005 أيضًا، كما تم ضمه إلى التشكيلة الرئيسية لمنتخب إفريقيا عقب بطولة كاس الأمم الإفريقية 2006 التي استضافتها وفازت بلقبها مصر.
وتُوِّج بركات مع أبو تريكة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2009 بجائزتَيْ أكثر لاعب عربي شعبية لعام 2009، وأحسن لاعب في الدوري المصري، في احتفالية كبيرة نظمها الموقع الإلكتروني لمجلة "سوبر" الإماراتية.
بركات في سطور
بدأ بركات مشواره مع الكرة في نادي السكة الحديد وهو دون السادسة عشرة من عمره؛ حيث جذب الأنظار إليه بمهاراته العالية في الاحتفاظ بالكرة والمراوغة، علاوةً على سرعته الكبيرة وقدرته المميزة على التصويب بعيد المدى.
حاول الأهلي ضمه من ناديه "السكة الحديد"، إلا أن ظروف تعرضه لإصابة كبيرة حالت دون ذلك، لينتقل بعدها إلى النادي الإسماعيلي عام 1996 رغم إصابته؛ حيث التألق واللمعان مع الجيل الذهبي الذي أحرز بطولة الدوري العام وكأس مصر وتأهل لنهائي الأندية الإفريقية للأبطال.
انتقل بركات في موسم 2002-2003 إلى الأهلي السعودي، واستطاع الوصول إلى نهائي الدوري السعودي، وقدَّم موسمًا رائعًا، لكن لم يحالفه الفوز بإنجاز محلي رغم وصول فريقه أهلي جدة إلى جميع النهائيات المحلية في ذلك العام، كما أنه فاز مع أهلي جدة ببطولة الأندية العربية الموحدة الأولى لكرة القدم يناير/كانون الثاني 2002 التي استضافها اتحاد جدة على الإفريقي التونسي، وقد سجَّل هدف المباراة الوحيد.
ثم انتقل في الموسم التالي 2003-2004 إلى نادي العربي القطري، ولعب مع باتيستوتا، لكن الإصابة منعته من استكمال المشوار.
وفي موسم 2004-2005 أنتقل إلى النادي الأهلي؛ حيث تألق وأبدع معه وقاده إلى إحراز بطولة دوري أبطال إفريقيا، وتُوِّج بركات هدافًا لهذه البطولة برصيد 6 أهداف. وجاء التعاقد بعد إصرار المدير الفني السابق البرتغالي مانويل جوزيه على التعاقد معه لتشتعل حملة صحفية للتشهير ببركات، أكدت خلالها أن الأهلي خسر ما دفعه بالتعاقد مع لاعبٍ انتهت صلاحيته ولم يُفِد وجودُه أيَّ فريق.
وجاء رد بركات في الملعب؛ حيث أعلن مجددًا عن عودة الزئبقي إلى المستطيل الأخضر، وشكَّل مع عماد متعب ومحمد أبو تريكة مثلث رعب هجوميًّا لا يستطيع أي دفاع الصمود في مواجهاته، كما فاز بجائزة أحسن لاعب في الدوري المصري موسم 2008-2009.
ساهم بركات مع زملائه في المنتخب المصري في حصد لقب كاس الأمم الإفريقية عام 2006، وكان أحد نجومها باعتراف النقاد والخبراء. ولعب أكثر من 65 مباراة دولية، وكانت البداية أمام كوريا الجنوبية في 9 يناير/كانون الثاني 2000.
حصد مع الأهلي كل البطولات الإفريقية من موسم 2004-2005، وكذلك بطولة السوبر الإفريقية، كما شارك مع الأهلي في كل المشاركات الدولية، في كأس العالم للأندية، وظل اسمه في قائمة الفريق في بطولة كأس العالم 2006 رغم إصابته؛ تكريمًا له.
حقَّق بركات بطولة أمم إفريقيا 2006، وفاز بلقب أفضل ظهير أيمن في البطولة، كما انضم إلى تشكيلة منتخب إفريقيا لنفس العام، غير أن الإصابات المتعددة حرمته من المشاركة في بطولة أمم إفريقيا 2008 وكأس القارات 2009 وبطولة كأس الأمم الإفريقية 2010.