نجحت سيدة جزائرية في تعليم مليون امرأة مبادئ القراءة والكتابة، بعد أن قضت نصف حياتها في محاربة الأمية بين نساء بلدها. لم يقتصر دور الجزائرية "عائشة باركي" على تعليم شابات صغيرات السن؛ لكنها ضمت إلى تلميذاتها سيدات تقترب أعمارهن من السبعين.
سمية ورحيمة كانتا من ضمن النساء المسنات اللاتي أنقذتهن عائشة من الأمية؛ التي عشن فيها طوال حياتهن، فكلتاهما في العقد السابع من عمرهما، وهما جدتان لعشرة أحفاد؛ لكن ذلك لم يمنعهن من الدخول في المدرسة والتعلم من جديد.
وأكدت "عائشة" –في تقرير لبرنامج MBC في أسبوع الخميس 11 من نوفمبر/تشرين الثاني- أسفها لانتشار الأمية في العالم العربي، وأطلقت على العمل الذي تقوم به اسم "اقرأ"؛ لأنها أول كلمة نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو أمر من الله سبحانه وتعالى بحب القراءة والتعلم.
وأمضت "عائشة" نصف عمرها على دروب نشر العلم والمعرفة لمن حرمتهم الظروف الاجتماعية من حق التعليم، وهي تؤمن بأن طلب العلم عملية مقدسة حتى لو في سن متقدمة؛ لذلك قامت بإنقاذ مليون امرأة من جهل عشن فيه وعانين بسببه من التمييز والظلم.
وأنشأت "عائشة" مدارس لمحو الأمية تضم أقساما تعليمية، تلقن فيها القراءة والكتابة لنساء ريفيات من مختلف الأعمار، عشن على مفهوم خاطئ مفاده أن العلم حكر على الرجل فقط.
وعلى رغم المسافات الطويلة وكبر سن بعضهن فإن العزيمة والإرادة كانتا عنوان نضالهن؛ من أجل القضاء على الجهل والاستنارة بنور العلم، لإثبات وجودهن في مجتمع لا يحترم الأمية.
وتؤكد السيدة "عائشة" أن نجاحها لن يكتمل إلا باستئصال آفة الأمية إلى آخر رمق؛ حيث تبدو المهمة صعبة بالنسبة لها، ولكن أن ينعم كل أمي بنعمة العلم هو حلم استمر وظل يراودها.