وكأن الكرة الجزائرية لم تَكْتَفِ بسلسلة الأزمات التي تعيشها في الأشهر الأخيرة، تأثرًا فيما يبدو بلعنة الوصول إلى المونديال؛ فبعد أزمة ابتعاد رابح سعدان عن قيادة المنتخب الوطني، وخروج شبيبة القبائل من الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، ومن قبله وفاق سطيف، ثم أزمة حناشي - راوراوة على خلفية الخروج الإفريقي للشبيبة.. تصدرت أزمة جديدة اهتمام الشارع الرياضي في الجزائر تتعلق بفضيحة رشوة؛ حيث اتهم بغداد بن عيسى رئيس نادي اتحاد بلعباس الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، مسؤولي منافسه نادي جمعية وهران، بمحاولة رشوة 3 من لاعبي الاتحاد قبل المباراة التي جمعت الفريقين مؤخرًا ضمن مباريات دوري المحترفين للدرجة الثانية، والتي انتهت بالتعادل (1-1).
اتهامات بغداد لم تمر مرور الكرام، وإنما أحدثت توترًا في الوسط الرياضي؛ ما دعا مسؤول في نادي جمعية وهران إلى نفي اتهامات رئيس اتحاد بلعباس، مؤكدًا لـmbc.net أن جمعية وهران لم ولن تلطخ سمعتها عبر التورط في هذه القضايا، مضيفًا أنهم بصفتهم مسؤولين في النادي يسعون إلى محاربة هذه القضايا التي تناقض مبدأ التنافس الشريف في الرياضة، على حد قوله.
في المقابل علمت mbc.net أن القائمين على نادي اتحاد بلعباس أصروا على الذهاب بعيدًا في هذه القضية التي شوَّهت سمعة الدوري الجزائري وهو لا يزال في بداية موسمه الجديد.
وحسب تسريبات من داخل النادي فإن المتورط الأول هو "الوسيط" قادة يوسفي، وكان قد درب الاتحاد في بداية الموسم الحالي قبل أن يرحل إلى نادي سريع المحمدية. وقد استغل مسؤولو الجمعية علاقاته الجيدة ببعض اللاعبين الذين كان يشرف عليهم، وعرضوا عليه التوسط لهم لعرض مبالغ مالية على الثلاثي "حميش، وحمزاوي، وقبايلي"، مقابل منحه مبلغًا إضافيًّا من المال، وهو ما تم بالفعل؛ إذ التقى "الوسيط" بالثلاثي قبل مباراة الديربي، عارضًا مبلغ 30 ألف دينار جزائري لكلٍّ منهم مقابل تسهيل مهمة جمعية وهران، وقد قَبِل كلٌّ من حميش وحمزاوي العرض، بينما رفض اللاعب الثالث :قبايلي" تسلُّم المبلغ.
وحسب مصادرنا، فإن لاعبَي اتحاد بلعباس قاما مباشرةً بإخطار رئيس ناديهم بغداد بن عيسى، وسلَّماه المبلغ، والذي بدوره سارع إلى رفع دعوى قضائية ضد قادة يوسفي.
وقد نفى قادة ما نسب إليه من تهم، وقال إنه ليست لديه أية فكرة عن القضية، ولا يمت بأية صلة إلى المسؤولين في جمعية وهران، بيد أن شهادات اللاعبين الثلاثة ورطته في القضية التي ستعرض قريبًا أمام محكمة بلعباس للنظر فيها.
يُذكَر أن الدوري الجزائري شهد في موسمه الأخير العديد من قضايا الرشاوى بغية ترتيب نتائج المباريات؛ أبرزها فضيحة رشوة حارس مولودية بجاية من طرف إدارة مولودية باتنة في دوري الرابطة المحترفة الجزائرية الأولى.