فى "مليونية إنقاذ الأقصى ونصرة سوريا"..هنية من على منبر الأزهر: تحرير
الأقصى يبدأ من مصر
احتشد
الآلاف من الشعب المصرى، أمس بالجامع الأزهر، للتنديد بالانتهاكات
المتكررة التى يقوم بها الإسرائيليون داخل ساحات المسجد الأقصى، وكذلك
للتنديد بالمجازر الوحشية التى يرتكبها نظام بشار الأسد تجاه الشعب السورى
الأعزل الذى يباد جماعيا من قبل نظام الأسد فى، مليونية "إنقاذ الأقصى
ونصرة الشعب السورى"، بحضور إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس بقطاع غزة.
وخرجت العديد من الحركات السياسية والاتئلافات الثورية ولجنة القدس
بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وحزب التوحيد العربى، وتجمع قوى الربيع
العربى والائتلاف العام لثورة 25 يناير والجبهة الثورية لحماية الثورة
المصرية والعديد من القوى السياسية والثورية الثائرة على الاقتحامات
المتكررة للصهاينة لساحات المسجد الأقصى، وكذلك بشار الأسد.
واشتعل الأزهر بالهتافات المدوية التى طالبت بتحرير الأقصى ونصرة الشعب
السورى مرددين "يا زهار.. ياهنية.. إوعى تسيب البندقية"، و"على القدس
رايحين.. شهداء بالملايين"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"سوريا حرة".
ورفع المصلون لافتات "انهض يا صلاح الدين انصر حال المسلمين"، و"الأقصى
الأسير ينادى.. واه إسلاماه"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، فيما قام
عدد من المتطوعين بتشكيل لجنة لجمع التبرعات بالتنسيق مع حملة الدكتور عبد
المنعم أبو الفتوح لصالح ضحايا سوريا.
ونظمت اللجنة الشعبية لمناصرة فلسطين مؤتمراً بالجامع الأزهر، أمس
الجمعة، شارك فيه عدد من الرموز والشخصيات، كان على رأسها الدكتور صلاح
سلطان، مقرر اللجنة الشعبية لمناصرة فلسطين، وصفوت حجازى، والدكتور جمال
عبد الهادى، المفكر التاريخى الإسلامى، والدكتور محمد البلتاجى، عضو مجلس
الشعب، والدكتور ناجح إبراهيم، ووفد من هيئة علماء فلسطين، والدكتور راغب
السرجانى، المهتم بتاريخ وقضية القدس، ووفد من القساوسة المصريين.
وشهد الجامع الأزهر هتافات هزت أرجاء المكان لمطالبة هنية بالصعود
لأعلى المنبر ليخطب من عليه، إلا أن الوفد الفلسطينى رفض صعود إسماعيل هنية
على منبر الأزهر لدواعٍ أمنية، ولكن بعد تصاعد هتافات الناس "هنية على
المنبر"، أصر على الصعود، وقال إنه لابد أن ينال شرف الصعود على منبر صلاح
الدين.
وقال هنية، من على منبر الأزهر، "تحيا مصر.. ونحن للأقصى قادمون"،
مشيراً إلى أنه يشعر من خلال وجوده فى مصر وعلى منبر الأزهر بأن تحرير
القدس والمسجد الأقصى بات قريبًا، مؤكداً أنه عندما شاهد الثورة المصرية
وعظمتها التى أطاحت بنظام مبارك، أيقن أن تحرير المسجد الأقصى قادم وقد
اقترب.
وأكد هنية أن تحرير الأقصى يجب أن يبدأ من مصر، وأنه قد بدأ بالفعل
بثورات الربيع العربى وعلى رأسها الثورة المصرية، مخاطبا الشعب المصرى،
قائلا لهم: "ننتظركم فى فلسطين".
وأضاف أن مصر دائماً هى صاحبة فضل كبير ودائم على الجميع، خاصة مع حركة
المقاومة الفلسطينية "حماس"، حيث عقد فى القاهرة التدشين الأول للحركة فى
الستينيات، كما عقد فيها التكوين الأخير فى 2011، والمصالحة الفلسطينة،
مبيناً أن مصر كان لها الفضل فى إنجاح صفقة شاليط ودعم صمود المقاومة
الفلسطينية.
وطالب، رئيس حكومة حماس، مصر حكومة وشعباً أن تتوحد على قلب رجل واحد،
وتنبذ الخلافات جانبا، وأن يسعوا جاهدين لعودة الأمن والاستقرار إلى
بلادهم، مشيراً إلى أنه باستقرار مصر واستعادة قوتها وريادتها فى المنطقة،
يكون الطريق نحو تحرير الأقصى سهلا للغاية ويقرب موعده.
وشدد هنية على عدم اعترافه واعتراف الشعب الفلسطينى بإسرائيل مهما حدث،
مشيرا إلى أن الشعب الفلسطينى اختار المقاومة والصمود، مطالبا الشعب
المصرى بعدم الاعتراف بإسرائيل، والشعب الفلسطينى فى محنته ومقاومته،
معرباً عن تفاؤله لوجوده ووجود هذا الكم من الشباب المصرى والعربى، الذين
لديهم حماس وعاطفة قوية نحو القضية الفلسطينية، مؤكدا أنهم حتما من سيحررون
بلاده.
ونوه إلى ضرورة وضع حد للتهويد السياسى والحضارى، وطالب الشعب المصرى
بألا ينساق وراء عمليات التهويد التى يتعرض لها الأقصى وفلسطين عن طريق
الحفريات حول المسجد الأقصى وتغير ثقافة الشعب الفلسطينى، وأنهم لن يسمحوا
بالتدخل الأجنبى فى شئونهم الخاصة، خاصة أنهم يواجهون كل يوم تحديات أمنية
واقتصادية.
وأشعل الشيخ صفوت حجازى، حماس المتظاهرين عندما هتف، "لا شرقية ولا
غربية.. إسلامية إسلامية"، و"لا إيران ولا حزب الله.. ثورة سوريا عربية"،
و"لسوريا حرية وبس".
الشيخ الأحمدى أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق، أشار إلى أن الإسلام
يؤكد على خطورة القتل للمسلمين، وأن الجميع فى مصر يجب أن يؤمنوا على
دمائهم وأعراضهم، وأن الإسلام يعزز من مبدأ المواطنة التى تحمى حقوق
الجميع، مبيناً أنه كان يجب أن يكون على رأس أولوياتنا تحقيق الأمن فى مصر،
داعيا فى الوقت نفسه بالتوفيق للمجلس الوطنى السورى والشعب الفلسطينى.
وأوضح الدكتور ناجح إبراهيم، أن الأزهر والمسجد الأقصى بينهما توأمة
كبيرة وعلاقات طويلة وقوية، تؤكد أن تحرير الأقصى سيبدأ من مصر وشبابها
بشرط، أن يتم تحرير مصر أولا وبنائها وعدم المساس بأمنها، وأن يُنشر العدل
والأخلاق على أرض الكنانة، مؤكدا أن الأقصى لن يحرره إلا حاكم عادل يخرج من
أرض مصر كما كان التاريخ دائما".
ووجه قاضى قضاة فلسطين التحية للشعب المصرى، مؤكداً أن وجود هنية فى
هذا الوقت على أرض مصر، يوضح أن شيئًا ما سوف يحدث فى مصر، وأنها قادرة على
جمع الأمة كلها لتحرير الأقصى، مشيرا إلى أن هناك مؤشرات داخل القدس تؤكد
رعب اليهود والإسرائيليين من الربيع العربى.
وقال القمص سمعان، قمص كنيسة شبرا، إن المسلمين والمسيحيين معا سوف
يحررون القدس، وأقسم قائلا: "والله الواحد الذى لا شريك له.. لن نتخلى عن
مقدساتنا وعلى رأسها مدينة القدس والمسجد الأقصى، وسوف نسعى لتكون القدس
عربية مهما كان الأمر.. والنصر قادم لا محالة، لتعاون المسلمين والمسيحيين
ممن يوحدون الله".